الأربعاء، 26 ديسمبر 2018

الامتحانات و أولياء الأمور ... خيارين لا ثالث لهما


مما لا شك فيه بان اهتمام اولياء الامور بفترة الامتحانات هو أمر بديهي فهم يسعون دائما لأن توفر البيئه المناسبه لابنائها كي ينعموا بهدوء تام اثناء الاستعداد للاختبارات النهائيه الفصليه.

واجزم انه لا يوجد ولي أمر (أما او ابا) لا يريد ان يرى تفوق ابناءه الدراسي بل ويحرص بان يحصلوا على المراكز المتقدمه بين اقرانهم. لكن قد نتفق و نحتلف مع الاساليب المتبعه في هذا الشأن. فالغالبيه العظمى من اولياء الامور يحرصون على متابعة أبنائهم  متابعة تفصيليه سواء خلال العام الدراسي او في فترة الامتحانات. وسنلخص لاحقا الجوانب الايجابيه والسلبيه لهذا الاسلوب.

          ان المتابعه التفصيليه للطالب من قبل ولي الامر يولد لديه نوعا من الاتكاليه. حيث ان ذلك يولد لديه عدم تحمل المسؤوليه او اللامباله. وقد نرى ذلك جليا وبصوره اوضح في السنوات الاخيره مع تقدم التقنيه فنجد المتابعه التفصيليه تحدث على مستوى الواجبات اليوميه او المشاريع او حتى جدول الحصص. كل ذلك اوجد نوعا من الطلبه الذين لا يعيرون انتباها للمعلم اثناء الحصص الدراسيه فهم على علم بان الاب او الام سيجدون وسيلة في نهاية اليوم للحصول على قائمه ما هو مطلوب منه ومن ثم مساعدتهم في انجاز الفروض المطلوبه منه. قد تكون الايجابيه في هذا الاسلوب هي عدم ترك المجال للطالب بان يضيع درجات التقويم المستمر من قبل المعلم.

وفيما يخص فترة الاختبارات فان تخصيص وقتا اطول للمذاكره مع بيئه محيطه اكثر هدوءا هو مطلب لهكذا ظروف لكن يجب ان لا نعلن حالة الطواريء حتى ننمي الاحساس لدى الطالب بانها فترة حياة او موت. الاختبارات النهائيه ما هي الا مرحله من ضمن مراحل العام الدراسي فمع وضع جداول دراسيه تغطي الفصل الدراسي ومع متابعه عامه ووضع خطط مشتركه بين الطالب وولي الامر، كل هذا من شانه ان يقلل الضغط الحاصل على كلا الطرفين اولياء الامور والطلبه مع ضمان نتائج ايجابيه.

 

 على الجانب الاخر نرى بان عدم استخدام اسلوب المتابعه التفصيليه يكون انجع للفريقين اولياء الامور من جهه والطالب من جهة اخرى. حيث ان  الضغوط النفسيه التي يتسببها هذا الاسلوب على اولياء الامور يكون حملها كبير جدا وخصوصا عندما يكون هناك اكثر من طالبين في البيت الواحد.  ناهيك عن الاتكاليه المترسبه التي يخلفها هذا الاسلوب على الطالب والتي بلا شك قد تنمو وتكبر معه لمراحل دراسيه متقدمه يصعب التخلص منها لاحقا والذي بدوره سيكون له تاثير اكبر على التحصيل وعلى مستوى التقييم للطالب. قد نخسر القليل في الوقت الراهن من عدم استعمال هذا الاسلوب من خلال خسران الطالب لبعض الدرجات ولكن الاهم من ذلك هو ان نكسب ايداع مهارات افضل ننميها لديه مثل الاعتماد على النفس وادارة الوقت والتفكير والتحليل وغيرها.

 

لذلك عزيزي الأب  / عزيزتي الأم : انتم امام خيارين إما بناء شخصيه تستطيع الاعتماد على نفسها في حال عدم تواجدكم او  ان تختاروا بناء ورقة مليئه بالدرجات العاليه فقط!.

 

كتبه: فيصل بن علي البوسعيدي

25/12/2018